الأربعاء، 27 أغسطس 2014

طاقتك الكلية::

باسم الله تعالى :
مقدمة عامة :
إن بريق الإنسان الكافر بكل الدين والمطمئن بكل فرح وبكل توازن في الأرض بدنياه وكل شهواتها ومغرياتها فقط جد براق ويسلب وسيبقى يسلب ولو جزئيا كل الناس وبما فيهم كل المسلمين...
إذ يستغرب كل ذي عقل كيف أننا كمسلمين مومنين بأعظم كتاب سماوي للأرض نعيش كل هذا الشتات الناسف لنا حتى القلوب ..؟ في الوقت الذي يعيش ولا أقول يحيا فيه غيرنا بكل إتزان وأريحية ونجاح في كل الماديات بل وكسح لكل معنويات الإنسان؟
لماذا أصبحنا  كمسلمين قابلين لكل ألوان الإنهزام ؟ وفي شتى المجالا ؟ ومن العلم والآدب بكل أنواعهما؟ ومن شطريهما المادي والمعنوي  حتى كل أنواع الرياضات وكل أللوان الفنون الفنون؟
كيف صار أهل القرآن بلا قرآن حياتيا ؟
وتتالى مع كل هاته الأسئلة الأولى كل أنواع السؤال : ومن لماذا؟ وهل ؟ حتى كم ؟ وكيف؟:
الجواب يحتاج لمجلدات فمجلدات .
لكننا سنحصر الموضوع أولا في بعده الغيبي أولا أولا ؟
وكل الجواب الأول والعميق : أن الكافر كله ومع كل خصائصه وخصوصياته كافر بكل ألوان الإستمدادات العلية الربانية الكاملة وحدها والشاملة لوحدها .. ولهذا يركز كل طاقاته الإنسانية المكنونة فيه وفي غيره من الناس وبما فيهم المسلمين .. وكفره هذا بالله يجعله يجمع كل طاقاته في أهداف يرضاها له أولا إبليس وكل شياطينه بل وتبهرنا كمسلمين ..
فما السر ؟
السر الكبير هو أن إبليس يحارب المومنين عن علم وخبرة .. وإنتقامه الأول من كل مومن يبدأ من تغليطه عن وظيفته التعبدية لله  ..أو تشويه فهمه لها ثم حصر كل إسلامه في الفرائض العامة وكل شكليات التدين فارا به نحو كل الجهالات الفكرية له كمسلم وكل يقينياته كمومن ... ولحد كفره وجهارا بالعديد من آيات القرآن الكريم ..
فلنحصر الموضوع في معلومة :
أن إبليس عالم ذو خبرة ولا أقول خبير ومهما علا سيبقى كيد الشيطان ضعيفا .
لكن أمام من ؟
فقط أمام الزاهد الذي لا أطماع له شخصية في كل الدنيا ككل الأنبياء وبعض الأولياء عليهم السلام... فهم أعتى نموذج يربك وسيظل يربك كل أوهامه الشيطانية الملعونة. . 
ثم الأمثل فالأمثل من أتباعهم ..
فلإبليس على الدوام حربا مستمرة مع كل المومنين ولا أقول هنا كل المسلمين.
وما دام هناك على الدوام المومن الأكبر والمومن المرتب كأول المومنين وكأتقاهم وأخلصهم في كل زمان ... فكل هم غبليس أن ركز إهتمامه أولا على هذا الولي الأول لله .. ولتكبره واحتقاره لنا كمومنين بالله وكبشر عامة فإنه يكتفي بشياطينه مع عامة المسلمين إلا ناذرا ...
وكل همه أن يأزم المسلمين عامة وكل المومنين خاصة في كل المجالات .. أو على الأقل تقزيم كل إيمانهم بالقرآن الكريم وبكل نبوءاته.. وبالتالي قطع كل المدد الرباني عنهم وقطع كل تواصل لهم بالقرآن الكريم ككتاب غيبيات ..
والغيب علميا يعني كل ما يستطيعه إدراكه الإنسان من عالم الغيب .
بينما التفتح على بعض الغيبيات بل والإنفتاح الكلي على بعض عالم الغيب فوارد علميا كما التنبؤ بالطقس اليومي والتنبؤ العلمي ببعض المستقبليات من مختصيها.
فكل ما يستطيع إدراكه الإنسان من عالم الغيب بعلميته فليس بل ولم يعد غيبا.
ولهذا ومنذ الولادة الأولى لنا نعيش في عالم الشهادة لكن بتفتح على بعض الغيبيات المنزلة لنا في كل الكتب الإلهية أو عن سبيل العلم ثم كل العرفانيات.
والخطر هنا يكمن :
 إذ أن إبليس يعيش في عالم غيبي بالنسبة لنا .. وانفتاحه الأكبر على الإنسانية يجعلى يبحث ودوما على أشر خلق الله من الجن والإنس ليمرر عبرهم كل رسالته وآماله الكارثية ...ولحد الإتصال بهم مباشرة كأنبياء له ..
والخطورة أن هذا الشيطان الأكبر قد هيأ كل الطرق السالكة نحوه ونحو كل مآربه بامتياز :
فلقد عاشر كل الأنبياء عليهم السلام ودرس بل واتبع ولا يزال يتتبع كل تأثيرات كتبنا المنزلة ففي كل عوالمنا السفلى هاته..
ولقوة الإنسان في الخير ولقوته العقلية ولكل طاقاته الروحية وغيرها.. فإن إبليس يكتفى بالإضلال لمعظم الناس : ولهذا ترى بجلاء مدى علمية الكفار في كل التفاصيل الأدبية والعلمية ..
( فكن كافرا أتركك تستمد من كل ثروات الكون المادية والمعنوية ومن كل ما ينفعك من علوم ولا أضايقك بل وأعينك فأنا لا أعادي إلا من هم على الصراط المستقيم) فهذا أول بند لإبليس ضدنا .. ( ولأقعدن لهم صراطك المستقيم)..
فكما يوحي لنا بالوساوس يوحي لأتباعه بكل المعارف الوهمية أو الجزئية ما دامت تكرس كل ألوان الكفر في الحياة الإنسانية..
وما دام وجوده في عالم غيبنا الجني .. فإنه يركز على جلب كل من يصطفي من عرافيه وكهنته لهذه المهمة .. بل وللحد الذي جعله يجعل كل الطقوس الدينيه المحرفة والمغلوطة أو الوضعية مجرد طقوس تواصل معه كإله .. ولو لم يشعر بهذا حتى الضالين من المسيحيين كأقرب ناس لنا.
ولهذا كان على الدوام ولا يزال هناك تداخل للعوالم في الأرض وفي كل وجودنا :
ففي أرضنا هناك عالم ملائكي يفوقنا عددا لعشرات المرات وهناك عالم جني تضاعف أعداده لنا مئات المرات وفي كل الفضاء أيضا.
إدن إن علمت بتداخل العوالم بالأرض.
وبكثافتك التكوينية كإنسان في أحسن قوام 
( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)
لكن ( ثم رددنه أسفل سافلين) .
وهنا يكمن كل التناقض الموجب لجهادك نحو الكمال بالله وبدينه.
وإلا فلا حلاص.
فلك طاقات كبرى للتوازن بكل هاته العوالم رغم كل كثافتك.
ولهذا ندخل كل عالم الجهاد هذا متأوهين بالبكاء منذ الولادة .
لكن الله أهلنا لكل هذا وخلقنا قادرين على كل المعاناة وكل المكابدات التي لا تزيد ولن تزيد المومنين منا إلا طاقات فطاقات .. فكل سعادة المومن القةي في التحدي الدائم الذي يجدد على الدوام كل طاقته وبهذا خلقنا سبحانه :
(لقد خلقنا الإنسان في كبد):
وحتى لا نتشتت نختم كل هاته المقدمة ب:


1)تداخل العوالم.                                        2)الكثافة التكوينية للإنسان.
3 )أنبياء إبليس .                                          4) الجهاد الروحي.
ولتبقى بعدها كل فصول الكتاب محصورة في:
أولا : عناصرنا الخمس لا الأربع.
ثانيا : (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم):.
1).درجة الصلصال.                      2)العقل القرآني                          
3)عقل القلب والبصيرة                  4) رؤى المومنين بين الحلم واليقظة.
ثالثا: من طقوس إبليس.
رابعا : جلسة أولى مع الذات.
خامسا : قلب الرموز الماسونية الساحرة/المسحورة .
سادسا: توازننا الأكبروطاقاتنا الكلية.
سابعا : الكون في تجديد رباني دائم+ فكرة الكون وباطن المخلوق.
ثامنا : ولهذا تربيتنا الروحية .
تاسعا: الرياضات الروحية بين الحقيقة والوهم.
عاشرا: الجلسة الثانية مع الذات . أو : من هنا البداية.
إحدى عشر: حقيقة العقل الباطن.
إثنى عشر : الدعوة عن بصيرة.
ثلاثة عشر: نحو مستقبل كله أحلام.                           
فخاتمة.
والله أعلى وأعلم.

السبت، 23 أغسطس 2014

فاتحة الأسفار الروحية:


                  باسم الله  ذي الملك والملكوت وذي السلطان والجبروت
وكل الصلوات وكل السلام على عبده الأكمل محمد

وكل المصطفين منه  والمجتبين .

والسلام على كل عباده المومنين :
إن هذه الإشارات التي بين يدي حضرتكم الكريمة سيدي ليست بكتابات برهانية نحاول عبرها التعبير عن رؤى وأفكار فقط ولا أطروحات للحوار.. 
بل لا نشك في يقينيتها لأنها من عقيدتنا الإيمانية المثبتة بكل العلميات والتي لا تتناقض إلا عند من لم يغر بعد في أعماق عرفاننا ..   أو لم يرق بعد فكره لقبول إختلاف المناهج والمذاهب .. بل ولن ينكرها بشمول إلا كل  من لم يسلم بأن العلم درجات وبأن وعي المسلم ليس كذوقه كمومن ولا كيقين الولي المحسن .. وبأن الإسلام ليس مذهبا واحدا بل الإسلام دين له العديد من المذاهب المتعانقة قلبا وروحا وأصلا مهما تناقضت فكرا بسبب غلاتها.
ولهذا سيبقى سفرنا المبين هذا نوعي وخاص وفقط للخاصة .. 
ولا ولن نرتجي بتبليغه بعد وجه الله تعالى إلا أداء واجب الوساطة العلمية لذويه من العارفين مستقبلا .. لأن هناك فعلا أرواحا قد زكت وأرواحا ستزكوا فينا ليست ككل الأرواح وستعاني ما تخلت عن ذكر الله بكثرة وستظل تعالى ما لم تتصل بتوائمها والمرسخين لكل مذاهبها ولو عبر السطور:
فهي مرمانا ولها جل كتاباتنا... 
بل وهي وحدها من ستذوق ما نسعى له وما نصبو إليه من جليل المعاني وأسرار الأنوار ..
فبشرية الإنسان في طينيتها جد كثيفة بل وأكثف من أي حيوان لأنها من كل أنواع وكل ألوان تراب الأرض .. ولهذا:  فإن البشري إن تدنى للطين تشتت كله وتحرر حتى من عقلانيته قبل روحانيته لكثافة تكوينه .. 
بينما الروح  فنور من نور وعلى نور وستبقى نورانية ما ظلت مستمدة من حقاق إيمانها ومن محبتها للنور الأعلى سبحانه.. بل وأرواحنا من عالم الأمر لا من الأرض كما قال تعالى : (قل الروح من أمر ربي)... ولهذا كان الإنسان إستثناء في الخلق لأنه يجمع كل تناقضات عالم المادة فيه وكل سماوات الروح..
ولهذا لا زال الإنسان وسيبقى كما كان في صراع دائم بين كل ماديات ترابيته وكل كماليات ومستملحات  روحه .. وعلى الدوام.. 
وسيبقى وللأبد  في صراع للقرب من النور وللبعد على كل الظلام وسراديبه ... ما لم يخلد للأرض كله..وما لم يطمئن لطينته بدنيانا السافلة هاته  ناسيا أو متناسيا العبادة كمحور لكل خلقه..
بل وكنتيجة للفتح الرحماني ..والتعالي الولائي ..والتسامي على كل الظلمات :
 أن من الصفات الأولى لأولياء الله تعالى قدس الله أسرارهم طغيان معالي المعارف على شتات العلوم.. وسيطرة روحانياتهم وإنسانيتهم الحقة على بشريتهم الناقصة دون دين حق..  
بل وإذا صفى العبد حتى الولاء صار روحا مجسمة  ونوراني الرؤى والتكوين.. ثاقب البصيرة لا يفكر بدماغ رأسه فقط كما حتى الكافر.. فحتى عادي المومنين يفكرون بقلوبهم لا أدمغتهم فقط : ( لهم قلوب لا يفقهون بها) كما قال الله تعالى على غيرالمومنين من العلماء.
فعرفان وعلم الرسل والأنبياء ورؤى كل أهل الولايات عليهم السلام جميعا: تتشابك فيها العوالم وتمتزج فيها كل المعارف لأنهم لا يفكرون فقط ولا يلهمون فقط بل فاقوا كل درجات العقلانية وشفافية القلوب وانفتحت  بصائرهم على بعض الغيب لا الغيب كله فلا يعلم الغيب في كمالاته إلا هو سبحانه ..
وليروا ما لا نرى ويسمعوا ما لا نسمع ويذوقوا ما لا يذقه سواهم:
ولهذا فالقدوة بعد الرسل كمالا لأهل البصائر منهم لا لأهل النظرفقط
( قل إنما أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن)...
فالسنة في التبليغ الدعوة عن بصيرة وببصيرة ..
ولهذا كان المومن الكامل نورا ويرى بنوربل ولا خطأ عموما لفراسته كما قال الرسول صلوات الله عليه :
(إتقوا فراسة المومن فإنها لا تخطئ) 
( إتقوا فراسة المومن فإنه يرى بنور الله)
وهكذا وعند إكتمال  ولاية الولي يكون مجتبى من الله وذو أسرار ونورانيات وتكتمل بالله صديقيته فلا يكون العلم منه إلا عن فيض صادق ...
بل وينطبق عليه كل الحديث القدسي :
 ( ..فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجلها التي يمشي بها وإذا دعاني اجبته وإن إستعاذني لأعيذنه).
فيحس الولي عند فجاءة هذا التحول وكأنه قبس من نور الله : وهنا قد فنى من فنى في الله سبحانه وتعالى من العارفين.
ولو جلى الله لنا الولي الكامل ببعض نورانيته لعبد من دون الله تعالى تماما كالحقيقة المحمدية التي يغرق في تأليهها ولليوم حتى كبار العقلاء .. 
ولهذا فمهما كتم أهل الولاء الحق لله أسرارهم فإن بعض العامة لا زالوا يشركون حتى بقبورهم وأضرحتهم .. فما بالك لو تجلى السر كله..؟
ونرى بأن هاته الإشارات كافية لما نريدك الحذر منه والتعالي عنه ولينا ...:
( فلا يستخفنك الذين لا يوقنون) ..
بل ومهما سمت كرامتك ومهما بجلتك الأرواح ورقت بك الروحانيات ولينا في الله فستبقى كلها حجبا لك .. ومهما علت .. فلا ترد لوجهه الكريم بدلا ..
فذات الله تعالى وعبادته لذاته سبحانه أسمى غاية بل وغاية كل الغايات ...............
وإذا ما وجدت إستئناسا منك سيدي لأذكارنا وأورادنا وأحزابنا الروحية هاته فذاكرها وذاكرها ثم ذاكرها بل واختل ما استطعت بالله لها فوالله ما أتت :
 - إلا بعد أكثر من 30 سنة من التفرغ الشبه كلي للتجربة الروحية والفكر الإصلاحي..
 وعند ختم  حرب كونية صوفية رهيبة كانت جد ملتهبة .. فكانت  بداية لفتح روحي جد وازن.
ولن يزيدك تذوقها خاشعا إلا :
- إنسجاما بين فكرك الإسلامي وحقائق إيمانك وكل أسرارك الروحية .
- توازنا بين كل عرفانك الباطني وعلوم الظاهر.
- يقينا بأن لا حقيقة كبرى وكاملة دون شريعة مهما تناقضا أحوالا :
                                إذ لا حقيقة دون شريعة.
- تمسكا بالقرآن كله سنيا .. ودون إستثناء لأي من مذاهبنا:
فوحدة مذاهبنا الإسلامية الكبرى أصيلة ووحدوية في منبعها وعند أئمتها وأوليائها لا واحدة مهما تلاطمت بها وتصارعت بها كل الغلاة وحرفت أصلها الموحد والوحدوي .
بل وسيرفعك تذوقها قلبا وروحا ولمس حكمتها سيدي الكريم لحياة كونية لم تخطر ولا خطرت لك على بال... ولحياة لا كأي حياة ..
                             فابق عبدا وزد تواضعا تزد سموا.
فكتابنا هذا سجل عرفانيات تتشابك فيها وبها كل المذاهب ..والعديد من العوالم...
وإذا ما كنت ذا همة أعلى :  فاخشع معها بكل أحزاب الأولياء من السنة وكل الأئمة من الشيعة قدس الله أسرارهم جميعا ..
فالكل من محمدنا عليه كل الصلاة وكل السلام قد نهل .. 
بل وما بعد كمالهم هذا إسلاميا إلا النقصان
             وليس من رأى ككل من سمع .. ومن ذاق عرف..
                                                            والله أعلى
                                                               وأعلم